نزار قبانى

وعدتك أن لا أحبك ....ثم أمام القرار الكبير ...جبنت ..


وعدتك أن لا أعود ..وعدت ...

وعدتك أن لا أموت إشتياقا ...ومت ..

وعدت مرارا ..وقررت أن أستقيل ... مرارا ..

ولا أذكر أني إستقلت ..

وعدت بأشياء أكبر مني ...فماذا غدا ستقول الجرائد عني ..

أكيد .. ستكتب أني جننت ..أكيد ... ستكتب أني إنتحرت ...

وعدتك أن لا أكون ضعيفا ..وكنت ...

وعدتك أن لا أقول بعينيك شعرا ..وقلت ..

وعدت ...بأن لا ... وأن لا ..وأن لا ...

وحين إكتشفت غبائي ...ضحكت ...

وعدتك أن لا أبالي ...بشعرك حين يمر أمامي ...

وحين تدفق كالليل فوق الرصيف ...صرخت ..

وعدتك أن أتجاهل عينيك ...مهما دعاني الحنين ..

وحين رأيتهما تمطران نجوما ...شهقت ..

وعدتك أن لا أوجه ..أية رسالة حب إليك ..

ولكنني رغم أنفي ... كتبت ...

ضاق ليلي من يقظتي وسهادي
ضاق ليلي وخففت العيون الامي
طال ليلي وانا سهران وحدي
اقلب في دفاتر واوراق ايامي
اعد لحظات سعادتي واحزاني
صوابي .... واخطائي
همومي وخشيتي واحلامي
وانا النجم سهران اردد تذكاري
في انفرادي في وحدتي انادي
ياليل ارقتني بالامي ..
واحلامي في الوادي
صمت الوادي لحظه لانيني
وامتلأت من ثناياه اصداء صدي
كل صدي له نغمه
تشتهي النفس لتستعيده
صارت الهموم صدي تشد لسماعي
طالعتها ونظرتها امامي
فوجدت فيها مشواري
وجدت اشباه تجذب ابصاري
تمد بنغمات الالام اهوائي
فياليت ليلي يخفف عني مابي
وياليته يطردني الي منامي
كيف وقد سكن الضعف بي
وحل شقائي يمزقني اشلاء
وارتضيت الوهن داء

وعلي شبح الطريق تناثرت خطواتي
فماعدت ادري لمنتهاه بقاء
ارهقني الطريق ..
وتعثرت قدمي فحسبته بلا انتهاء
اظلم بي الليل .. وسعدت لظلماه
فلا احد يراني او يسمع نداء

 

** والاخرة خير وأبقى **

   كلما خذلتني الحياة   


    والأحلام       


والناس


والحبيب

اتمسك بالأخرة كي انجو

فاصبر

وادعي الله يثبتني


رحماك ياربي بقلبي الضعيف


رحماك ياآلهي


فإليك وحدك ألجأ

بعدما أغلقت كل الأبواب بوجهي

إلا بابك ياأرحم الراحمين

:::::::::::::::::::::::::::::